قبل أيام قليلة على إنطلاق الموسم الرسمي في بطولات الدوري في أوروبا، إختبرت أندية القمة إستعداداتها للموسم الجديد من خلال خوض مباريات كأس السوبر والتي تجمع عادة بين بطلي الدوري والكأس. كانت تلك المواجهات فرصة للمدربين والجماهير من أجل التعرف على المدى الذي وصلت إليه استعدادات تلك الفرق قبل ساعة الصفر، لكنها كانت أيضا مناسبة للوقوف على مستويات اللاعبين الجدد المنضمين حديثاً إلى فرق جديدة.
لم تكن النتائج مشجعة لبعض المدربين فيما كانت الصورة متفاوتة بالنسبة للبعض الآخر بانتظار بدء المنافسات وإكتمال لياقة عدد من اللاعبين الذين التحقوا متأخرين بفرقهم الجديدة بسبب خوضهم منافسات كوبا أميركا التي انتزعت تشيلي لقبها الشهر الماضي.
كانت الأنظار متجهة إلى إنكلترا وتحديداً لمباراة الدرع الخيرية بين تشلسي والأرسنال حيث المواجهة بين جوزيه مورينيو وأرسين فينغر مع العلم أن الأخير لم يفز على منافسه منذ فترة طويلة، إلا ان هذا الأمر لم يكن الشغل الشاغل بالنسبة لمتابعي المباراة، لأن العين تركزت على حارس الغانيرز الجديد بيتر تشيك والقادم من البلوز مع بداية سوق الإنتقالات. صحيح أن الحارس التشيكي لم يختبر بشكل جدي لكنه تمكن من إبعاد ثلاث كرات عن مرماه وفي النهاية رفع الكأس الأولى له مع الفريق الجديد بعد فوز أرسنال بهدف دون رد. وفي المقابل بدا الكولومبي راداميل فالكاو متأثرا بنقص اللياقة في الدقائق التي لعبها مع البلوز مما يعني حاجته لمزيد من العمل في الايام المقبلة.
في ألمانيا أراد بيب غوارديولا تلمّس التغييرات التي أجراها على بايرن ميونيخ قبل انطلاق الموسم الجديد، لكن إشراكه كل من أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا القادمين من يوفنتوس وشاختار على التوالي لم يساهم في فوز الفريق البافاري بلقب كأس السوبر بعد خسارته أمام فولفسبورغ بركلات الترجيح، لكن خسارة البايرن اللقب الأول هذا الموسم لا تعني بالضرورة أن اللاعبين قدما عرضاً سيئاً، فقد أظهر دوغلاس كوستا اندماجاً مع بقية اللاعبين في حين شارك فيدال في ربع الساعة الأخيرة من عمر المباراة وبدا في حالة بدنية جيدة، وسجل كل منهما ركلة ترجيحية ناجحة.
في فرنسا، واصل باريس سان جيرمان هيمنته على الألقاب المحلية من خلال فوزه بكأس السوبر على حساب ليون، وقدم الحارس كيفن تراب مستوى جيداً في اختباره الأول مع الفريق الباريسي وهو ما بعث الإطمئنان لدى المدرب لوران بلان الطامح لما هو أبعد من المنافسة المحلية هذا الموسم.
من الواضح ان الوافدين الجدد بحاجة إلى مزيد من الإختبارات الرسمية قبل الحكم النهائي على قدرتهم في تحقيق النجاح مع فرقه الجديدة، مع العلم ان الارجنتيني انخل دي ماريا والذي انتقل من ريال مدريد الى مانشستر يونايتد الموسم الماضي يبقى خير مثال، لأن اللاعب قدم مستويات رائعة في بداية الموسم قبل أن يتراجع اداؤه وهو الآن يستعد للإنتقال الى باريس سان جيرمان بعد موسم مخيّب مع الشياطين الحمر. من هنا فإن أي تقييم متسرع ربما يحمل معه الكثير من النقاط السلبية في المستقبل.